نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 83
الدين مجموعة من التعاليم المتكاملة ، تعرف من خلالها حقائق العالم من المبدأ والمعاد وما إلى ذلك ، وما يجب أو لا يجب مما شرّع من قبل الله الخالق العالم القادر اللطيف الرؤوف ، لتأمين العدالة الاجتماعية والحياة الفضلى ، ورفع حاجات البشر في الحاضر والمستقبل ، والأخذ بيده إلى مقام القرب من الله سبحانه وتعالى . منصور : صحيح ان سلوك هذا المسير الطويل بلا تخطيط وخريطة صحيحة ، غير عقلائي ، وان الحياة الاجتماعية بحاجة إلى قوانين عادلة ، ولكن أيّ ضرورة تدعو إلى سنّ هذه القوانين من قبل الله ؟ ! ناصر : ان التخطيط لمثل هذا السلوك والحركة ، لابد ان يكون من ناحية كائن عالم بجميع روحيات الانسان وأبعاد نظامه الوجودي ، وحاجاته و مشاكله ومستقبله ، وما يقع في طريقه من العقبات والمطبّات ، وليس ذلك الا الله الذي خلق الانسان وأحاط بسدى نظامه الوجودي لحمته ، وعلم جميع مصالحه ومفاسده . ( 1 ) وعدم هذا التخطيط من قبل الله ناشِئ إما عن الجهل بضرورة هذا التخطيط وحسنه ، أو عدم القدرة عليه ، أو بخل منه على الانسان ، أو اهمال لذلك دون سبب معقول . ولا يمكن تصوّر أيّ واحد من هذه الاحتمالات الأربعة في حقّه تعالى ؟ لأنه كمال مطلق ، فهو يتحلى بجميع الصفات الكمالية من العلم والقدرة والحكمة و
1 - ( وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) ؛ الأعراف ( 7 ) : 43
83
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 83