responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 45


بمعنى : " إنّ سبل العقل المعتاد إلى معرفة الله سبحانه متشعّبة حيث انه بعينه الحولاء يحسب لغير الله سبحانه وجوداً مستقلا وظهوراً في ذاته يمكن الاستنارة به لمعرفته تعالى ولكن العارف لا يرى في الوجود سوى الله ، وهذا هو الحق لمن عرفه ، وسيشكل أبناء القياس : إذن ما هذه السماء والأرض وما فيها من البشر والوحوش ؟ والجواب : إنّ كلّ ما يرى لا يستحق اطلاق الوجود عليه إذا ما قيس بوجوده عز وجل ، فقد يبدو البحر بأمواجه المتلاطمة عظيماً عندك ، وقد تبدو الشّمس السّاطعة عاليةً في كبد السّماء في عينك إلا أنّهما لا يعدوان في قبال عظمة الله شيئاً عند العارف ، فليست البحار سوى قطرة والشّمس سوى ذرّة " .
أجل ، قد دلّ الله على ذاته بذاته ، ( 1 ) وما سواه أدنى من ان يكون مشيراً إلى وجوده ، ( 2 ) وهو بنفسه دليل على وحدانيته وصفاته الكمالية ، وأفضلية النظام الكوني الذي أوجده . ( 3 )


1 - قال تعالى : ( أو لم يكف بربّك أنّه على كل شيء شهيد ) ؛ فصلت ( 41 ) : 53 ؛ وعن علي ( عليه السلام ) قال : " اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة " ؛ توحيد الصدوق ، الباب 41 ، ح 3 ؛ وجاء في دعاء الامام الحسين ( عليه السلام ) في يوم عرفة : " كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك " . 2 - قال منصور بن حازم : " قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : اني ناظرت قوماً ، فقلت لهم : ان الله أجلّ وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل العباد يعرفون بالله ، فقال ( عليه السلام ) : رحمك الله " ؛ توحيد الصدوق ، ح 1 3 - قال تعالى : ( شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط ) ؛ آل عمران ( 3 ) : 18

45

نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست