نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 41
فما دام الوجود غير منضمٍّ إليها لا تكون لها واقعية عينية وخارجية ، كما ليست له حيثية تعليلية مثل وجود الانسان ووجود أي ماهية أخرى ، حيث توجد هذه الوجودات بوجود عللها ، وما دامت العلة غير موجودة كي يفيض عنها الوجود ، لا يمكن ان توجد ، وعليه فان واجب الوجود هو الموجود الذي لم يتدخل في تحقق وجوده أيّ شيء في جانبه أو خارج عن ذاته ، وانما هو موجود بذاته بوجود أزلي سرمدي وبحسب المصطلح : له ضرورة أزلية . نتيجة برهان الصدّيقين بعد ذكر المقدمات الأربعة ، والتي كانت المقدمات الثلاث الأولى منها من المبادئ التصديقية ، والرابعة من المبادئ التصورية ، ندخل في بيان أصل البرهان ، فنقول : ان حقيقة الوجود الأصيلة " المقدمة الأولى " الواحدة " المقدمة الثانية " التي لا يمكن تصور الثاني لها " المقدمة الثالثة " موجودة بلا اي قيد و شرط وعلّة ؛ إذ لا يوجد في البين غير حقيقة الوجود الواحدة شئ ليكون قيداً أو شرطاً أو علّة لتحققها فحقيقة الوجود ، ليست لها حيثية تقييدية أو تعليلية في تحققها ، وكل ما كان كذلك فهو واجب الوجود بالذات وهو الله تعالى " المقدمة الرابعة " . وقهراً لا يوجد الثاني لمثل هذا الموجود ليكون شريكاً له في الوجود و سائر الصفات الكمالية ، فهو وجود واحد أحد ، وحدته حقيقية ( 1 ) ومطلقة
1 - " كل مسمىً بالوحدة غيره قليل " ؛ نهج البلاغة ، الخطبة : 65 " اللهم اني أسألك بالوحدانية الكبرى " ؛ دعاء الامام الكاظم ( عليه السلام ) ، البلد الأمين للكفعمي .
41
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 41