نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 30
حدوث العالم ذاتاً أو زماناً منصور : اذن تدّعي ان الكون لم يكن في أول امره شيئاً ، فظهر بإرادة الله و عنايته ، وعليه ترى ان العالم حادثٌ ، وان هناك بدايةً لعموده الزماني الطويل ؟ ! ناصر : ان القول بخلق الكون ، وكونه مظهراً من إرادة الله ، لا يساوق مثل هذا الاعتقاد ، فان الله تعالى وجود كامل وغير محدود ، أزلي وأبدي و سرمدي ، وان العلم والقدرة والإرادة ، وجميع صفاته الكمالية عين ذاته ، فهو عالم وقادر ومريد منذ الأزل ، ولا يعتريه العلم والإرادة بعد خلوّه منهما ، وعلى حدّ تعبير الفلاسفة : ، " ان الله ليس محلا للحوادث " وهو فيّاض على الاطلاق . فالتكامل من شأني وشأنك ، حيث نكون في أول أمرنا ناقصين ، ثم نتدرج في بلوغ الكمال ، واما الله تعالى فهو كمال مطلق منذ الأزل ، فأي مانع من ان يكون الكون الذي هو فيض منه ومظهر له موجوداً منذ الأزل ؟ إذ لا يلزم من كون الشيء مظهراً لشئ ، انفصال أحدهما عن الآخر من الناحية الزمانية ، فشعاع الشمس مثلا ، مظهر للشمس ومرتبط بها ، دون ان يكون منفصلا عنها زماناً فلو فرض وجود الشمس قبل الف سنة ، سيكون شعاعها موجوداً قبل الف سنة ، ولو فرض وجودها منذ الأزل ، كان لازم ذلك وجود شعاعها منذ الأزل أيضاً ، وعليه لا يلزم من القول بارتباط الشعاع بالشمس القول بأزلية الشمس وتأخر شعاعها عنها زماناً لكي يمكن اسناد الشعاع إليها ، مع فارق ان الشمس تصدر أشعاعها دون علم وإرادة ، بينما الكون
30
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 30