نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 198
المفوّضة ، وان قلنا كما هو الحق : ان العبد يمتلك ما وهبه له المولى في ظرف ملك المولى وفي طوله لا في عرضه ، فالمولى هو المالك الأصل ، والذي للعبد ملك في ملك ، كما ان الكتابة فعل اختياري منسوب إلى يد الانسان وإلى نفس الانسان بحيث لا تبطل إحدى النسبتين الأخرى ، كان ذلك القول الحق الذي يشير ( عليه السلام ) اليه في هذا الخبر " . ( 1 ) الا ان هذا التشبيه يختلف كثيراً عن مسألتنا ؛ لانّ مالكية المولى لأمواله أمر اعتباري ذهني لا أكثر ، في حين ان مالكية الله لنظام العالم مالكية تكوينية و حقيقية ، وكل نظام الوجود شعاع من نور وجوده . فالتشبيه الأقرب في مسألتنا أن نقول : إن الانسان يدرك ظاهر الأشياء بالباصرة أو السامعة أو غيرهما من الحواس ، الا أن جميع هذه الحواس مرتبطة تكويناً بنفس الانسان وما هي إلا مظاهر لها ، وعليه يمكننا أن ننسب الرؤية إلى البصر وإلى نفس الانسان ، ولكن في طول حاسة البصر . ارتباط فعل الفواعل الطبيعية والإرادية بالله تعالى اننا ندرك بوجداننا قيام نظام التكوين على الأسباب والمسببات ، فالنار محرقة قطعاً ، والسمّ قاتل ، والانسان فاعل لأفعاله ، ولا يمكن قبول كلام الأشاعرة في هذا المجال أبداً ، طبعاً يمكن القول بان الجمادات والنباتات مجبورة في فاعليتها ، لكن لا بمعنى نفي الفاعلية عنها واسناد فعلها إلى الله مباشرة ، كما يقول الأشاعرة ، بل بمعنى ان فاعليتها فاعلية طبيعية ، تصدر عنها دون وعي و
1 - حاشية الطباطبائي على أصول الكافي ، ج 1 ، ص 156
198
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 198