responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 454


الاتصاف بأوصاف الممكنات ، وتنزهه عن مجانسة المخلوقات ، فكما أن خالقيته وربوبيته وقيوميته توجب قربه ، كذلك توجب بعده ، فنأى في قربه ، وقرب في نأيه .
قوله ( عليه السلام ) : " وكيف الكيف فلا كيف له " فإنه سبحانه خالق الكيف والأين ، والمخلوق فقير بذاته إلى خالقه ، والخالق غني بذاته عن مخلوقه ، فلا يمكن اتصاف الغني بالذات بالفقير بالذات .
قوله ( عليه السلام ) : " هو الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " لما بين ( عليه السلام ) أنه تعالى جل عما يصفه الواصفون ، وصفه بما وصف به نفسه من الأوصاف الستة ، وفي جمعه أوصاف الله الكمالية في الثلاثة الإيجابية ، وهي الواحد والأحد والصمد ، وأوصافه الجلالية في الثلاثة السلبية ، وهي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، أودع جواهر من المعرفة والحكمة لأهلها ، من استخراج جميع أسماء الله الحسنى منها ، واستنباط ما يتعلق بالتحميد من الثلاثة الأولى ، وما يتعلق بالتسبيح من الثلاثة الثانية ، وبالتأمل فيما ذكره يظهر تفريعه ( عليه السلام ) : " فجل جلاله " .
قوله ( عليه السلام ) : " أم كيف يوصف كنه محمد " فرق ( عليه السلام ) بين وصف الله ووصف رسوله بنفي الوصف عن الله بإطلاقه ، وعن الرسول بكنهه ، تنبيها على الفرق بين الله ورسوله ، وفي التفريق بهذا البيان وجوه دقيقة لمن تأمل .
وبين ( عليه السلام ) سبب عدم وصف الرسول بكنهه ، بأن الله سبحانه قرن محمدا باسمه ، ورفع ذكره إلى أن صار اسمه قرينا لاسم الله الذي قال في شأنه { تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام } [1] فصارت الشهادة برسالته في كل أذان وإقامة



[1] سورة الرحمن : 78 .

454

نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست