نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 453
قوله ( عليه السلام ) : " إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه " إنما يكون الوصف بعد الإدراك ، وما يدرك به الإنسان إما الحس ، وإما الخيال ، وإما الوهم ، وإما العقل ، وكل واحد منها عاجز عن إدراكه لوجوه خاصة بكل واحد منها ، ووجوه عامة لجميعها . منها : أن الإدراك لا يتحقق إلا بإحاطة المدرك بما أدركه ، وما لا حد له لا يمكن الإحاطة به ، فلا يمكن إدراكه ، وكل مدرك وما يدرك به مخلوق لله سبحانه { والله من ورائهم محيط } [1] بالإحاطة القيومية ، { وهو معكم أين ما كنتم } [2] وبالإحاطة العلمية { أحاط بكل شئ علما } [3] ، ولو أدركته الحواس والأوهام والعقول صار المحيط محاطا ، وهو محال ، سبحان من أظلم بظلمته كل نور [4] . قوله ( عليه السلام ) : " نأى في قربه " لأنه قدوس عن الإدراك ، وسبوح عما تتصف به الممكنات . قوله ( عليه السلام ) : " وقرب في نأيه " لأنه قيوم الأرضين والسماوات ، والماديات ، والمجردات ، ولا أقرب من القيوم إلى ما يقوم به ، ( فمع قيموميته وعدم إدراكه وعدم نيل وصفه ، ظهر وجه أنه " نأى في قربه وقرب في نأيه " . ) وبعبارة أخرى : فقربه تعالى لأنه مشيئ كل شئ وقيومه ، فهو أقرب إلى الشئ من نفسه ، لأن شيئية الشئ وإنيته ونفسيته إنما هي بمشيته وقيوميته . ونأى في قربه لبعده عن نيل الحس والخيال والوهم والعقل ، ولقدسه عن
[1] سورة البروج : 20 . [2] سورة الحديد : 4 . [3] سورة الطلاق : 12 . [4] إشارة إلى ما في نهج البلاغة الخطبة 182 : فلا إله إلا هو أضاء بنوره كل ظلام ، وأظلم بظلمته كل نور .
453
نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 453