نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 455
وصلاة قرينة للشهادة بوحدانية الله تعالى ، والله الذي لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله اختص محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأن جعله شريكا في عطائه { وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله } [1] فأسند إغناءهم من فضله إلى نفسه ، والتشريك في العطاء مستوجب للتشريك في الشكر . وأوجب لمن أطاع الرسول جزاء طاعته ، فصار ترك طاعة الرسول عدلا لترك طاعة الله سبحانه في استحقاق العقاب { يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا } [2] فكيف يمكن معرفة الرسول بكنهه مع العجز عن إدراك الإجلال الذي جل الله به رسوله ، والإكرام الذي أكرم به نبيه . وأما ولي الأمر فقد قرن الجليل طاعته بطاعة الرسول ، حيث قال : { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } [3] وبالمقارنة بين الطاعتين في وجوبهما بأمر واحد ، ثبت أن أمر ولي الأمر قرين أمر الرسول ، ولو لم يكن الآمر معصوما بعصمة الرسول لاستحالت المقارنة بين الأمرين ، فإن الآمر بالباطل لا يمكن أن يكون قرينا للآمر بالحق ، وقد قال تعالى { فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول } [4] : { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } [5] فجعل المرجع في كل ما اختلف فيه الله والرسول وأولي الأمر ، والاقتران بين الثلاثة في الرد إليهم يكشف عن وحدة ما يصدر عنهم ، فما أنزله الله على رسوله ، وهو الكتاب الذي ما فرط الله فيه من شئ ، عند الرسول ، وما هو عند الرسول عند أولي الأمر ، ومن
[1] سورة التوبة : 74 . [2] سورة الأحزاب : 66 . [3] سورة النساء : 59 . [4] سورة النساء : 59 . [5] سورة النساء : 83 .
455
نام کتاب : مقدمة في أصول الدين نویسنده : الشيخ وحيد الخراساني جلد : 1 صفحه : 455