نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 49
بإذن الله سبحانه ، والجميع من سننه الكونية والاعتراف بها اعتراف بقدرته وعلمه وحكمته وأن الجميع من جنوده سبحانه الخاضعة لإرادته . ومع هذه التصريحات كيف يمكن تفسير التوحيد في الخالقية بالمعنى الأول ، ورفض كل تفسير ضمني وتبعي لغيره سبحانه ؟ ! والذي يدل على ذلك أنه سبحانه ينسب عمل الإنسان إليه ، ويقول : * ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) * . [1] * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) * . [2] * ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى ) * . [3] ففي هذه الآيات ينسب عمل الإنسان إليه ويرى أن له دورا في مصيره ، ويرى أنه ليس لكل إنسان إلا سعيه وجهده . وثمة آيات تنسب الخلق إلى غيره سبحانه ، لكن لا على وجه ينافي التوحيد في الخالقية ، حيث يقول : * ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني ) * . [4] * ( أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله ) * . [5] وأي تصريح أوضح من خطابه الموجه إلى المسيح ، بقوله : * ( وإذ تخلق من
[1] التوبة : 105 . [2] محمد : 33 . [3] النجم : 39 - 40 . [4] المائدة : 110 . [5] آل عمران : 49 .
49
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 49