نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 48
وجاء نفس المضمون في الآية التالية : * ( وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ) * . [1] والبيان نفس البيان فلا نطيل . 2 - * ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) * . [2] ترى أنه سبحانه ينسب الإنبات إلى الحبة ، ويقول * ( كمثل حبة أنبتت سبع سنابل ) * وهو ظاهر في تأثير الحبة في ظهور السنابل ، وفي كل سنبلة مائة حبة ، وإن كان ذلك التأثير بأمره سبحانه ، حيث إن الكل سنة من سننه . 3 - * ( الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ) * . [3] والآية صريحة في أن هناك عللا طبيعية مؤثرة في معاليلها التي منها إثارة الرياح السحاب ، فهي فعل الرياح ، كما هو صريح قوله * ( فتثير سحابا ) * . ثم إنه سبحانه يستخدم السحاب المنثورة فيبسطها في السماء ، ويجعلها كسفا ، أي قطعا متفرقة ، فعند ذلك يخرج الودق من خلاله . وعلى كل حال فالآية صريحة في وجود الصلة بين إرسال الرياح ، وإثارة السحاب ، وانبساطها في السماء ، وصيرورتها كسفا التي تسفر عن خروج الودق من خلال السحاب ، كل ذلك مظاهر طبيعية وظواهر كونية يؤثر كل في الآخر