نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 438
والتطبيق ، وبإراءة فرد مثالي يفوق جميع الأفراد ، فكلما ورد في التفاسير الشيعية من هذا الباب أي الجري والتطبيق ، حتى يقف المسلمون على أمثل المصاديق وأوسطها . إن النبي الأكرم هو الأسوة والقدوة ، فقد طبقت الآية الماضية على فرد مثالي تعليما للأمة ، وقد اقتدت به الأئمة في هذا المضمار ، وإليك بعض الأمثلة ، قال سبحانه : * ( الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) * [1] . إن الآية الكريمة تندد بالذين ينقضون العهد ويقطعون الصلة ويفسدون في الأرض ، ولا يشك ذو مسكة أن الآية تتضمن حكما كليا عاما حيا إلى يوم القيامة ، ولها عبر القرون آلاف المصاديق والجزئيات غير أن أئمة الشيعة يفسرون قوله : * ( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) * بقطع الصلة الواجبة في حق علي وعترته الطاهرة ، وليس ذلك تفسيرا بمعنى حصر الآية في هذا الفرد ، بل تطبيقا للآية على الحق المهضوم عبر الأجيال ، وقد قال سبحانه : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * [2] . [3] قال سبحانه : * ( صراط الذين أنعمت عليهم . . . ) * [4] ، فقد فسر بصراط الأنبياء كما فسرت بالإمام أمير المؤمنين [5] ، ولا شك أن كل ذلك تطبيق على المصداق الأجلى ، وعلى ضوء ذلك يقدر القارئ الكريم الملم بالتفاسير الشيعية ، على تمييز التفسير عن الجري والتطبيق ، وعند ذلك يقف على قيمة النسبة المذكورة .
[1] البقرة : 27 . [2] الشورى : 23 . [3] نور الثقلين : 1 / 38 . [4] الحمد : 7 - [5] المصدر نفسه : 17 الحديث 86 ، تفسير البرهان : 1 / 18 .
438
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 438