نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 439
وأما الثالث : فمن رجع إلى كتب المحققين من الشيعة الذين يعبأ بقولهم ورأيهم ، ويعد كلامهم مثالا لعقيدة الشيعة يقف على أن رمي الشيعة وتفاسيرها بالتحريف بهتان عظيم ، وأن من نسب التحريف إلى الشيعة إنما استند إلى وجود روايات في تفاسيرهم الروائية مشعرة بالتحريف أو دالة عليها ، ولكن الرواية غير العقيدة ، وليس نقل الرواية دليلا على صحتها ، ولو كان ذلك دليلا على التحريف فهناك روايات دالة على التحريف مبثوثة في كتب التفسير والحديث والتاريخ والسنة ، ولكنا نجل المحققين منهم عن القول بذلك ، فروايات التحريف تدين بها الحشوية من العامة وبعض الغلاة من الخاصة ، والشيعة وأئمتهم وعلماؤهم براء منهم ومن مقالتهم . ولأجل إيقاف القارئ على صحة هذا المقال نأتي بأسماء مجموعة من محققي الشيعة عبر القرون صرحوا بصيانة القرآن الحكيم من التحريف : 1 - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، المعروف بالصدوق ( المتوفى 381 ه ) ، يقول : اعتقادنا في القرآن أنه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله ، وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم عليم ، وأنه القصص الحق ، وأنه لحق فصل وما هو بالهزل ، وأن الله تبارك وتعالى محدثه ومنزله وربه وحافظه والمتكلم به " . [1] 2 - السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي ( المتوفى 436 ه ) قال : إن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود ، وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث . [2]
[1] الاعتقادات : 93 . [2] مجمع البيان : 1 / 10 نقلا عن جواب المسائل الطرابلسيات للسيد .
439
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 439