نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 34
غيره ، وعند ذلك لا ينتزع منه التكليف الجدي ، وذلك كالتعجيز في الآية السابقة ، وكالتسخير في قوله سبحانه : * ( كونوا قردة خاسئين ) * [1] والإهانة مثل قوله : * ( ذق إنك أنت العزيز الكريم ) * [2] ، أو التمني مثل قول امرئ القيس في معلقته : ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي * بصبح وما الإصباح منك بأمثل إلى غير ذلك من الغايات والحوافز التي تدعو المتكلم إلى التعبير عن مقاصده بصيغة الأمر وذلك واضح لمن ألقى السمع وهو شهيد . 3 - * ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون * خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) * . [3] استدل بها الشيخ الأشعري على مقصوده ، وقال : إذا جاز تكليفه إياهم في الآخرة بما لا يطيقون ، جاز ذلك في الدنيا . والحق أن الإمام الأشعري وأتباعه لا سيما الفطاحل منهم أجل من أن يجهلوا هدف الآية ومغزاها ، إذ ليست الدعوة إلى السجود فيها عن جد وإرادة حقيقة ، بل الغاية من الدعوة إيجاد الحسرة في قلوب المشركين التاركين للسجود حال استطاعتهم في الدنيا ، والآية بصدد بيان أنهم في أوقات السلامة والعافية رفضوا الانصياع والامتثال ، وعند العجز - بعد ما كشف الغطاء عن أبصارهم ورأوا العذاب بأم أعينهم - هموا بالسجود ولكن أنى لهم ذلك . وإليك توضيح الآية بمقاطعها الثلاثة : أ : * ( يوم يكشف عن ساق ) * كناية عن اشتداد الأمر وتفاقمه ، لأن الإنسان