نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 33
أضل ) * . [1] إن التمادي في المعصية والإصرار عليها يترك انطباعات سيئة في القلوب على وجه يتجلى الحسن سيئا والسئ حسنا ، يقول سبحانه : * ( ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزءون ) * . [2] فالآية تصرح بأن اقتراف الذنوب وارتكاب المعاصي ينجم عنه التكذيب بآيات الله . فتحصل من ذلك أن عدم استطاعتهم للسماع والإبصار كان نتيجة قطعية لأعمالهم السيئة ، كما يقول سبحانه : * ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير * فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ) * . [3] 2 - * ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) * . [4] استدل الإمام الأشعري بهذه الآية على جواز التكليف بما لا يطاق ، وقال : فقد أمروا بالإعلام وهم لا يعلمون ذلك ولا يقدرون عليه . ولكن غاب عنه أن لصيغة الأمر معنى واحدا وهو إنشاء الطلب ، لكن الغايات من الإنشاء تختلف حسب اختلاف المقامات ، فتارة تكون الغاية من الإنشاء ، هي بعث المكلف نحو الفعل جدا ، وهذا هو الأمر الحقيقي الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه ، وتشترط فيه القدرة والاستطاعة ، وأخرى تكون الغاية أمورا