نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 35
عند الشدة يكشف عن ساقه ويخوض غمار الحوادث . ب : * ( ويدعون إلى السجود ) * لا طلبا وتكليفا جديا ، بل لازدياد الحسرة ، فلا يستطيعون ، إما لسلب السلامة عنهم ، أو لاستقرار ملكة الاستكبار في سرائرهم . ج : * ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) * والمعنى أنهم لما دعوا إلى السجود في الدنيا امتنعوا عنه مع صحة أبدانهم ، وهؤلاء يدعون إلى السجود في الآخرة ولكن لا يستطيعون ، وما ذلك إلا لتزداد حسرتهم وندامتهم على ما فرطوا . 4 - * ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما ) * . [1] وقد استدل بها الشيخ الأشعري على ما يروم من جواز التكليف بما لا يطاق ، وقال : وقد أمر الله تعالى بالعدل ومع ذلك أخبر عن عدم الاستطاعة على أن يعدل . [2] أقول : لا شك أنه سبحانه أمر من يتزوج بأكثر من واحدة بإجراء العدالة بينهن ، قال سبحانه : * ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) * [3] وفي الوقت نفسه صرح في آية أخرى بأن إجراء العدالة بينهن ، أمر غير مقدور ، ومع ذلك نهى عن التعلق بواحدة منهن والإعراض عن الأخرى حتى تصبح كالمعلقة لا متزوجة ولا مطلقة . وبالتأمل في الآية يظهر بأن العدالة التي أمر بها غير العدالة التي أخبر عن عدم استطاعة المتزوج القيام بها ، فالمستطاع منها هو الذي يقدر عليه كل متزوج بأكثر من واحدة ، وهو العدالة في الملبس والمأكل والمسكن وغيرها من الحقوق
[1] النساء : 129 . [2] لاحظ الاستدلال بهذه الآيات في كتاب اللمع للإمام الأشعري : 99 - 114 . [3] النساء : 3 -
35
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 35