نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 19
بيان ذلك أن لكل شئ وضعا خاصا يقتضيه إما بحكم العقل ، أو بحكم الشرع والمصالح الكلية في نظام الكون ، فالعدل هو رعاية ذلك الوضع وعدم الانحراف إلى جانب الإفراط والتفريط . نعم موضع كل شئ بحسبه ، ففي التكوين بوجه ، وفي المجتمع البشري بوجه آخر ، وهكذا . وبلحاظ اختلاف موارده تحصل له أقسام ليس هنا مقام بيانها ، إلا أن العدل بالنسبة إلى الله تعالى على أنحاء ثلاثة : 1 - العدل التكويني : وهو إعطاؤه تعالى كل موجود ما يستحقه ويليق به من الوجود فلا يهمل قابلية ، ولا يعطل استعدادا في مجال الإفاضة والإيجاد . 2 - العدل التشريعي : وهو أنه تعالى لا يهمل تكليفا فيه كمال الإنسان وسعادته ، وبه قوام حياته المادية والمعنوية الدنيوية ، والأخروية ، كما أنه لا يكلف نفسا فوق طاقتها . 3 - العدل الجزائي : وهو أنه تعالى لا يساوي بين المصلح والمفسد ، والمؤمن والمشرك ، في مقام الجزاء والعقوبة ، بل يجزي كل إنسان بما كسب ، فيجزي المحسن بالإحسان والثواب ، والمسئ بالإساءة والعقاب ، كما أنه تعالى لا يعاقب عبدا على مخالفة التكاليف إلا بعد البيان والإبلاغ . وبذلك تبين معنى الآية ، وشهادته سبحانه على كونه قائما بالقسط في جميع الأنحاء . وأما شهادة الملائكة وأولي العلم وذلك فبتعليم منه سبحانه . وأما سائر الآيات التي أوردناها في صدر الفصل ، فهي غنية عن التفسير ، لأنها بصدد بيان أن العذاب في الدنيا والآخرة رهن عمل الإنسان ، فلو عذب فإنما
19
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 19