نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 16
وما أخبر بقبحه فهو قبيح ، ولكنهم غفلوا عن أنهم بإنكارهم قابلية العقل لإدراك الحسن والقبح ، أثبتوا عدم ثبوت الحسن والقبح مطلقا حتى مع تصريح الشرع ، وذلك لأنه إذا كان تمييز الحسن عن القبيح بيد الشرع دون العقل فإذا أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسن شئ وقبحه ، فمن أين نعلم أنه يصدق في أخباره ولا يكذب ، والمفروض أن العقل عاجز عن درك حسن الأول وقبح الثاني ؟ فلا يصح إثبات حسن شئ أو قبحه من خلال تصريح الشارع ، إلا أن يثبت قبلا أن الصدق حسن والكذب قبيح ، ويثبت أنه سبحانه نزيه عن فعل القبيح ، ولولا هذان الأمران لذهب الإخبار بحسن الشئ أو قبحه سدى . * الثالث : لولا التحسين العقلي لما ثبتت شريعة لو لم نقل بالتحسين والتقبيح العقليين يلزم عدم ثبوت شريعة من الشرائع السماوية ، حتى تثبت بها شريعة تحكم بحسن شئ أو قبحه ، وذلك لأن القائل بالتحسين والتقبيح العقليين ، يقول : إن حكمته سبحانه تصده عن تزويد الكاذب بالمعجزة ، فلو ادعى رجل النبوة من الله وأتى بمعجزة عجز الناس عن مباراته ، فهي دليل على صدقه في دعوته . وأما إذا أنكرنا قدرة العقل واستطاعته على درك الحسن والقبح ، لكان باب احتمال تزويد الكاذب بالمعجزة مفتوحا على مصراعيه ، وليس هنا دليل يرد هذا الاحتمال فلا يحصل يقين بصدق دعواه . وهذه الأدلة الثلاثة التي سردناها على وجه الإيجاز ، تشرف القارئ على القطع بأن العقل له المقدرة على درك الحسن والقبح . هذا كله حول الدعوى الأولى .
16
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 16