نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 508
علاوة على ذلك فإنّ الافتراق لم يكن مختصاً بالشيعة خاصّة ، كما بيّنا ذلك في هذا سابقاً عند الحديث عن افتراق أهل السنة والجماعة إلى فرق ومذاهب مختلفة ، كفّر بعضهم البعض ، وكذلك لم يكن هذا الانقسام فيها ، هو أول افتراق وانقسام حصل ، بل سبقته انقسامات وافتراقات كثيرة نتيجة لحصول بعض الأسباب والعوامل التي أدّت بهم أن يفترقوا إلى فرق عرفت بأسماء رؤسائها ومؤسسيها تارة ، وبأفكارها تارة أخرى . ومن العوامل المساعدة على الافتراق هو بسبب الظلم الذي وقع على الشيعة وبالخصوص الإمامية من قبل حكّام الجور وطواغيت الدولة الأموية والعباسية ، ما لم تعانيه فرقة من فرق المسلمين ، حتى أنّ الواحد من الأئمة الأطهار عليه السلام لا يكاد يفصح عن الإمام الذي يتلوه ويأتي بعده في حياته إلاّ للخاصّة من أصحابه ، وعندها يبتلى الناس بالامتحان والاختبار ، فمنهم من يصبر ويتأنى في المسألة ، ومنهم من ينعق مع كل ناعق ، فيقع في فخ الأهواء وما تمليه الشهوات والرغبات الدنيوية ، التي ابتلي بها البعض من الشيعة كما ابتلي بها غيرهم من الناس ، فإنّ الملك عقيم ، وإنّ الإنسان لحبّ الشديد ! ! وأمّا صغر السن في الإمام الجواد عليه السلام ، فهو واحد من الابتلاءات الإلهية للعباد * ( وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم ) * [1] ، كما حدث في الأمم السابقة بالنسبة لنبوة عيسى ويحيى ( ، وقد امتحن بها الشيعة من أتباع الإمام الرضا عليه السلام بصغر سن ولده والإمام من بعده محمد الجواد عليه السلام ، في الوقت الذي سنحت فيه الظروف السياسية أن يُعلن عن إمامة