ويراد بها الخاصّة ، أو بالعكس ، شائعة في الخطابات القرآنية [1] ، والاستعمالات العربية ، فضلاً عن أن الأخذ بإطلاقه مخالفاً للقرآن والسنة الصحيحة ؛ وذلك لأنّه :أولاً : إنّ الله تعالى أخبر نبيّه الأكرم صلى الله عليه وآله في كتابه العزيز بأنّ من بين صحابته من يعمل السوء ويرتكب المعصية ، وأن منهم المنافقين ، وهو دليل على أنّهم جميعاً بدون استثناء لا يدخلون الجنّة ، قال تعالى : * ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) * [2] ، وقال تعالى : * ( وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ) * [3] ، قال تعالى : * ( لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) * [4] ، وقال تعالى : * ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً ) * [5] ، وقال تعالى : * ( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) * [6] ، وقال تعالى : * ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ
[1] من قبيل قوله تعالى : * ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ ) * ، والمراد به نعيم بن مسعود الأشجعي ، قال النسفي في تفسيره ( ج 1 ، ص 191 ) : « هو جمع أريد به الواحد . . . » ، وقال القرطبي في تفسيره ( ج 4 : ص 279 ) : « واللفظ عام ومعناه خاص كقوله : * ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ ) * يعني محمداً » ، وبالعكس كما في قوله تعالى : * ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) * وغيرها . [2] التوبة / 61 . [3] التوبة / 58 . [4] النساء / 123 . [5] النساء / 61 . [6] البقرة / 14 .