نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 355
في بيعة الإمام أن يقع من أهل الحل والعقد ، ولا يجب الاستيعاب ولا يلزم كل أحد أن يحضر عنده ويضع يده في يده ، بل يكفي التزام طاعته والانقياد له بأن لا يخالفه ولا يشق العصا عليه ، وهذا كان حال علي ، لم يقع منه إلا التأخّر عن الحضور عند أبي بكر ، وقد ذكرت سبب ذلك » [1] . وبهذا يتضح بطلان ما ذُكر من أن مقتضى الجمع ( بين رواية الزهري ورواية أبي سعيد الخدري ) هو كون البيعة الثانية مؤكدة للأولى أو . . . ؛ إذ لا وجه لهذا الجمع بعد أن اتضح أن مسلم والبخاري وابن حبان قد أخرجوا في صحاحهم ، بإسنادهم عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، حديثاً آخر صحيح السند يدل دلالة صريحة وواضحة ( في موضعين منه ) على ما ذهب إليه المشهور من أن الإمام علي عليه السلام لم يبايع إلا بعد وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام ، وليس كما زُعم من أنّه حديث واحد مرسل في صحيح مسلم ! استهانة الدكتور السالوس بمشهور المسلمين إنّ إنكار الدكتور السالوس مشهور المسلمين في عدم بيعة الإمام عليه السلام إلا بعد وفاة الزهراء عليها السلام ، بدعوى أنه ( يوجد ما يدل على أنه لم يتأخر هذه الفترة ) ، ومن دون أن يذكر هذا الدليل ، بالرغم من ورود الروايات الدالة على رأي المشهور في أوثق مصادر السنّة كرواية عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وآله التي أخرجها البخاري ومسلم في الصحيح وكذا ابن حبان وغيره ، يعدّ بلا شك استهانة واضحة بمشهور المسلمين ، وضربة لتلك المصادر ، ومنهجاً غريباً في الحديث ، كما ويكشف عن أسلوب الدكتور في التمويه والتظليل ؛ ليسدّ الطريق أمام