نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 35
ومن هنا يتضح بطلان زعم تخصيص إطلاق هذا اللفظ ( الشيعة ) على خصوص فرق الضلال ، أو استفادة معنى الذم بما يدل على التشتت والتفرق . فالقرآن الكريم أطلق لفظ الشيعة ومشتقاتها على الجماعة من الناس في مقامي المدح والذم من دون تغليب جانب على آخر ، وإنّما يتعين ذلك من خلال سياق الآية ، ومن الغريب جدّاً ما حكي عن ابن القيّم ، قال : « لا يطلق لفظ الشيع إلا على فرق الضلال لتفرقهم واختلافهم » [1] ، فإنّه مضافاً إلى مخالفته للاستعمال اللغوي والقرآني وما عليه أكثر المفسرين [2] ، لا وجه له ومجرد دعوى خالية من الدليل ، ومنقوض بدعوى أهل السنّة بأنهم شيعة علي عليه السلام كما صرّح بذلك الدهلوي قائلاً : « إنّ الشيعة الأولى تركوا اسم الشيعة لما صار لقباً للروافض والإسماعيلية ، ولقبوا أنفسهم ب ( أهل السنّة والجماعة ) » [3] .
[1] حكى ذلك القفاري في كتابه ( أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ) ، ج 1 ، ص 40 ، عن ابن القيّم الجوزية ، بدائع الفوائد ، ج 1 ، ص 162 . [2] تقدّم البحث عن لفظ ( الشيعة ) في اللغة والاصطلاح والقرآن الكريم و . . . ، فلاحظ . وانظر أيضاً : القفاري ، أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، ج 1 ، ص 41 . [3] التحفة الاثني عشرية : ص 25 - 26 ( مخطوط ) . ولكن الماحوزي في كتابه ( الأربعين ) ، قال : « وما يشهد بذلك أن المذكور في تواريخهم وسيرهم أن أول من سماهم بأهل السنة والجماعة معاوية أو يزيد ابنه . وقد ذكر ابن بطة في كتابه المعروف بالإبانة أنه قال : الحجاج سمى السنة الجماعة ، وكانت سنة أربعين ؛ لأنّ كان الاجتماع على معاوية . ومن ذلك ما ذكره الكرابيسي وهو من أهل الظاهر فقال : إنما سمى هذا الاسم يزيد بن معاوية لما دخل رأس الحسين عليه السلام وكان كل من دخل من ذلك الباب سمي سنيا . ومن ذلك ما ذكره الشيخ العسكري في كتاب الزواجر وهو من علماء السنة قال إن معاوية سمى العام عام السنة . ومن ذلك ما ذكر ابن عبد ربه في كتاب العقد قال : لما صالح الحسن معاوية سمى ذلك العام عام الجماعة » . الأربعين ، ص 101 ، وكذا نقل هذه الأقوال ابن طاووس في الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، ص 206 . وقال المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي ( ج 9 ، ص 189 ) : « استقل معاوية بالملك حين سلم إليه الحسن بن علي الأمرة سنة أربعين ، واجتمعت البيعة لمعاوية ، وسمي ذلك عام الجماعة » ، وانظر : تاريخ الأمم والملوك ، ج 4 ، ص 240 . أُسد الغابة ، ج 4 ، ص 387 . سير أعلام النبلاء ، ج 3 ، ص 137 ، وغيرها .
35
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 35