نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 342
ولا نريد البحث هنا عن حديث « من كنت مولاه فعلي مولاه » فهو من المتوترات كما تقدّم ، وسيأتي لاحقاً كذلك ، وإنما نريد الإشارة إلى أنّ الثابت من أقوال الإمام علي عليه السلام يؤيد تماماً ما ذهب إليه المشهور من أنه عليه السلام كان يرى أن خلافة الرسول صلى الله عليه وآله حقّه ، وقد كان عليه السلام يناشد الأمة باستمرار بحقه فيها مع عنايته عليه السلام بوحدة المسلمين واتفاق كلمتهم ، وهذه المناشدات من قبل الإمام عليه السلام للأمة لم تكن تذكيراً لها بفضله ومنزلته ، فإن هذا مما لا يختلف فيه اثنان ، وإنما كانت لإيقاظها بالعودة إلى قيادتها الإلهية كما بلّغ ذلك الرسول صلى الله عليه وآله كما تقدم في مسند أحمد بن حنبل عن زياد بن أبي زياد [1] . ويؤيد ذلك ما جاء في شرح نهج البلاغة عن أبي بكر الأنباري ، عن ابن عباس ، من أنّ عمر قال له : « يا بن عباس ، أما والله إن كان صاحبك هذا أولى الناس بالأمر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلا أنا خفناه على اثنتين . قال ابن عباس : فجاء بمنطق لم أجد بدا معه من مسألته عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ما هما ؟ قال : خشيناه على حداثة سنه ، وحبه بني عبد المطلب » [2] ، وبلفظ آخر : « أن علياً عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد ، وعنده ناس ، فلما قام عرّض واحد بذكره ، ونسبه إلى التيه والعجب ، فقال عمر : حقّ لمثله أن يتيه ! والله ، لولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمة وذو سابقتها وذو شرفها ، فقال له ذلك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه ؟ قال : كرهناه على حداثة السن ، وحبه بني عبد المطلب » [3] . وهذا السبب الذي ذكره عمر في دفع الخلافة عن الإمام عليه السلام مع كونه
[1] انظر : مسند أحمد بن حنبل ، ج 1 ، ص 88 . [2] شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ، ج 2 ، ص 57 . ج 6 ، ص 50 - 51 . [3] المصدر السابق ، ج 12 ، ص 82 .
342
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 342