نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 210
وأخرج مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص ، قال : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ، فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ] وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : أمّا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي علياً ، فاُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية * ( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ) * دعا رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي » [1] . فقوله صلى الله عليه وآله في الإمام علي عليه السلام : « يحب الله ورسوله ويحبه [2] الله ورسوله » هو إخبار عن الحقيقة وواقع الأمر ، وفيه دلالة على أن أمير المؤمنين علياً تام الإتباع لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله ، وأنّه لا يعرف الباطل إليه طريقاً ؛ لأنّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله لا يحبان إلاّ الحقّ ، كما أنّ لازم كون الإمام علي عليه السلام « يحب الله ورسوله » - في واقع الأمر - أن لا يجتمع في قلبه مع هذا الحب باطل ؛ ولهذا كان حبّه علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق ، كما أخرج ذلك مسلم في صحيحه عن الإمام علي عليه السلام ، قال : « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه لعهد النبي
[1] صحيح مسلم ، ج 7 ، ص 120 ، ص 121 . [2] إن لفظ المضارع يدل على الاستمرار والتجدد ، وعليه فالمحبة الثابتة من قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله للإمام علي عليه السلام ، المعبر عنها بالفعل المضارع ( يحبه ) دالة على الاستمرار ، وهو مما يكشف عن عدم مخالفة أمير المؤمنين علي عليه السلام لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله طرفة عين أبداً .
210
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 210