نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 176
استطاع أن يحدد مساره وصراطه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه أبداً ، ولكن بما أنّ الإنسان موجود فقير ، بل في ذاته الفقر ، فكما في ذاته يحتاج إلى مفيض كذلك في كمالات وجوده يحتاج إلى مفيض ؛ فلذا مست الحاجة من يُهيئ لهذا الإنسان القابلية لتقبل فيض الهداية الإلهية ، قال تعالى : * ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) * [1] ، * ( َاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء ) * [2] ، فلو خلّي ونفسه فإنّه لا يستطيع أن يحظى بما يوجب له ذلك الكمال في حال غياب الرعاية الإلهية ، والتي تمثلت في زمن الرسالة بشخص النبيّ الأكرم محمد صلى الله عليه وآله * ( وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) * [3] . ولكن المهم كيف يمكن المحافظة على استمرار الاستقامة في السير على الصراط ، وقد رحل النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله ، وغيابه صلى الله عليه وآله يشكل فراغاً كبيراً ، ووجوده حاجة ضرورية في استقامة الأمة في مسيرتها في مختلف جوانبها الحياتية التي تتطلب الاستقامة في الفكر والسلوك العملي ؟ ! إنّ هذا الفراغ - على جميع المستويات - الذي حصل في الأمة الإسلامية بعد رحيل نبيّها صلى الله عليه وآله لا شك أنّه يحتاج إلى من يسدّه ، على أن يكون للقائم بالأمر ما للنبيّ صلى الله عليه وآله من الخصوصيات ، في مقام الهداية دون أن يكون نبيّاً يوحى إليه من السماء ؛ لأنّ المفروض كونه نائباً عن النبيّ صلى الله عليه وآله ، قائماً بأداء الشريعة الخاتمة ، وهادياً لأمته بعده ، لا أنّه نبيّ في عرض نبوته صلى الله عليه وآله ، ولا أنّه صاحب شريعة في عرض الشريعة والرسالة الإسلامية ؛ إذ إنّ هذه من مهام النبوة