نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 141
د - الديمومة والاستمرار تمثل الإمامة الإلهية في نظر علماء الإمامية استمرار وامتداد لمهام الرسالات السماوية ؛ إذ إنّ من مهمتها ذكر تفاصيل الشريعة وبيان مبهماتها ومحكمها ومتشابهها وتفعيلها في الأمّة وغير ذلك ، باعتبار أنّ عُمر الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله أقصر من عمر رسالته ، خصوصاً وأنّها رسالة خاتمة للرسالات السماوية . غير أنّ الرسالة قد تستمر من خلال الأنبياء التابعين للرسل من أولي العزم ، أو من خلال الأئمة والأوصياء عندما تكون النبوة خاتمة النبوات ، كما هي نبوة نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله ، التي قال الله تعالى : * ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) * [1] فحيث يرتفع الوحي يلزم لأجل بقاء الهداية الإلهية واستمرارها * ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) * [2] ، أن يقوم بهذه المهمة الإلهية والدور القيادي والرائد في الأمّة إمام معصوم عليه السلام ، كما هو مفاد آيات البلاغ والولاية وحديث الثقلين وحديث الاثني عشر وحديث لا تخلو الأرض من حجّة وغيرها ، وعندها يكون الإمام هو الهادي للأمّة بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، بحيث لا تقتصر إمامته على عصر دون آخر ، وإنّما هي دائمة مستمرة بحكم موقعه ومكانته من الدين الإسلامي في كونه هادياً للأمة بجعل رباني دائم ، وسنة إلهية ثابتة ، ليكون حجة لله في الأرض ، قال تعالى : * ( وَلِكُلِّ قوم هَاد ) * [3] .