نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 139
ألف - العلم يجب أن يكون الإمام أعلم من آحاد الأمة ، على أن يكون علمه حضورياً ( إرادياً وإشائياً ) - يعني إذا شاء علم - موهوباً ومستفاضاً من الحق تعالى بطريق التحديث ، أو الإلهام ، أو النقر في الأسماع ، أو التعليم من الرسول ، أو غير ذلك من الأسباب ، قال الشيخ المظفر : « إنّ المراد من العلم [ يعني علم الإمام ] الحضوري ، أو الإرادي والإشائي ، هو ما كان موهوباً من العلام سبحانه ومستفاضاً منه بطريق الإلهام ، أو النقر في الأسماع ، أو التعليم من الرسول أو غير ذلك من الأسباب » [1] . وهذا النوع من العلم مختص بالإمام - أعني الإمام المصطفى من الله تعالى ؛ ليكون حجته تعالى على عباده - ، ومن هذا القبيل علمه بالأحكام وبموضوعات الأحكام الكلية ؛ فلابدّ أن يكون علمه فيها حضورياً ؛ إذ لا يجوز أن يُسأَل عن حكم لم يكن علمه لديه حاضراً ، وإلاّ لم يكن الحجة على العباد ، بل ولبطلت إمامته ، قال تعالى : * ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) * [2] . وليس المقصود هنا ما حصل بالكسب من الأمارات والحواس الظاهرية ، فإنّ ذلك لا يختص به ، وإنّما يشاركه فيه جميع الناس ؛ لتبعية هذا النوع من العلم لأسبابه الاعتيادية .