نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 126
وقال الباقلاني ( ت 403 ه - ) في تقرير الدليل على إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام : « مع العلم بأن القضاء يشتمل على معرفة أبواب الحلال والحرام وأحكام الشرع وما يحتاج إلى علمه إمام الأمة » [1] ، وقال فيه أيضاً : « وما روي فيه
[1] تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ، ص 543 - 548 ، وهذا نص كلامه : « فإن قال قائل : ما الدليل على إثبات إمامة علي وأنه أهل لما قام به وأسند إليه ومستحق لإمامة الأمة ؟ قيل له الدليل على ذلك كمال خلال الفضل فيه واجتماعها له ؛ لأنه من السابقين الأولين ، وممن كثر بلاؤه وجهاده في سبيل الله ، وعظم غناؤه في الإسلام وعن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، مع ما له من القرابة الخاصة وتزويجه النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ابنته وكريمته فاطمة صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، . . . ونحو قوله : ( حب علي إيمان وبغضه نفاق ) . وقوله في خيبر : ( لأدفعن الراية إلى رجل كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ) ، ودفع الراية إليه بعد أن تفل في عينيه وكان رمد ، قال علي : ( فما رمدت عيناي بعد ذلك ) ، وقوله : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) ، بعد قوله ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ، فأوجب من موالاته على باطنه وظاهره والقطع على طهارة سريرته ما أثبته لنفسه ، وأعلمهم أن عليا ناصر للأمة مجاهد في سبيل الله بظاهره وباطنه ؛ لأن المولى يكون بمعنى الناصر المعين باتفاق أهل اللغة ، قال الله تعالى : * ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) * ، يعني ناصره ، وقال الأخطل : ( فأصبحت مولاها من الناس كلهم وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا ) يعني أصبحت ناصرها من الناس ، يعني عبد الملك بن مروان ؛ لأن أحدا في وقته لم يقدر على مثل نصرته إذ كان إمامهم إذ ذاك وقائدهم وإن كان فيهم ناصر دونه . ومن فضائله قوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم في غزاة تبوك لما لحق به وشكا خوض الناس في بابه : ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) ، أي إني استخلفك على المدينة كما استخلف موسى أخاه هارون لما توجه لكلام ربه من غير بغض ولا قلى ، وقوله : ( لا يؤدي عني إلا رجل مني ) ، وإنفاذه ب براءة يقرؤها على المشركين بمكة ، وهذا أمر لا يليه إلا أهل القدر والنباهة ومن يصلح للتحمل والأداء عن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم إلى مثل قريش مع وفارة عقولهم وصحة أحلامهم وما وصفهم الله به فقال : * ( بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) * . ومن فضائله قوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لفاطمة وقد شكت له بعض حالها : ( أما ترضين أن الله قد اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين جعل أحدهم أباك وجعل الآخر بعلك ؟ ) ، وقوله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : ( اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطائر ) ، فجاء علي فأكل معه من الطائر المشوي الذي كان أهدي إليه ، إلى غير هذا من الفضائل مما يطول تتبعها . . . » .
126
نام کتاب : مع الدكتور السالوس في كتابه مع الاثني عشرية في الأصول والفروع نویسنده : شاكر عطية الساعدي جلد : 1 صفحه : 126