نوعها ، أعني بها بروز ظاهرة النبوغ الفكري عند هؤلاء الأطفال في هذا السن المبكر ، والتي لا يمكن تفسيرها إلاّ على أساس أنّها من الظواهر والآيات التي يريد الله أن يرينها بين الحين والآخر لنزداد رسوخاً في الإيمان بقدرة الله العظيمة ؟ ! وإن أدلَّ دليل على إمكان الشيء وقوعه ! !
الأمر الثالث : تبدد الشكوك حول الإمام الجواد عليه السلام من قبل مخالفيه لقد بدأت الشكوك التي كانت تحوم حول الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام ، سواء كان من قبل المخالفين لمنهج ومدرسة آبائه عليهم السلام ، أو من قبل بعض أتباع أبيه الإمام الرضا عليه السلام ، وذلك بعد استدعائه من قبل المخالفين لمنهجه ومنهج آبائه عليهم السلام ؛ ليمتحنوه وليختبروا قدراته العلمية وإحاطته ومعرفته بالشريعة الإسلامية في محضر وجوه بني العباس الذين اعترضوا على المأمون ، حينما أراد أن يزوج ابنته من الإمام محمد بن علي الجواد ‘ ، الأمر الذي أدى إلى تبددت شكوكهم حوله بسرعة بعدما ثبتت لهم حجّته ومنزلته وعلمه ، وإليك القصة بتمامها وكمالها .
أخرج المفيد عن الريان بن شبيب ، قال : « لما أراد المأمون أن يزوج ابنته أم الفضل أبا جعفر محمد بن علي ‘ بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم واستكبروه ، وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى مع الرضا عليه السلام فخاضوا في ذلك ، واجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه فقالوا له : ننشدك الله - يا أمير المؤمنين - ( أن تقيم ) على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا ، فإنا نخاف أن يخرج به عنا أمر قد ملكناه الله ، وينزع منا عز قد ألبسناه الله ، وقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم قديما وحديثا ، وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير

502