نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 21
أسندت إلى الوجوه ، لا إلى العيون ولا إلى الأبصار المنفية بآية صريحة أخرى ، كما أن الآية الكريمة وما بعدها تتحدثان عن صنفين من الناس يوم القيامة : صنف فرح مسرور ينتظر رحمة الله تعالى ، وهم المؤمنون ، وصنف آخر ينتظر العذاب المهين ، وهم ممن استحق العذاب . ألا ترى قوله تعالى بعد ذلك ( ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة ) [1] أي : عبوسة تعلم أنه سيفعل بها ما يقصم الظهر . فالمزاوجة بين حال هذه الوجوه وتلك يعلم منها أن المقام مقام انتظار لا نظر . انتظار من رضي الله تعالى عنه لرحمة ربه . وانتظار من سخط الله تعالى عليه لنقمته . ومن ظريف ما وقع في عهد أمير المؤمنين عليه السلام ، أن زنديقا سأل الإمام ( صلوات الله تعالى وسلامه عليه ) قائلا : أجد الله يقول : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) وأجده يقول : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) فقال عليه السلام : إن المؤمنين يؤمرون بدخول الجنة ، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ، أي : النظر إلى ما وعدهم - عز وجل فذلك قوله تعالى : ( إلى ربها ناظرة ) . والناظرة : المنتظرة . ثم قال عليه السلام : ألم تسمع قوله تعالى : ( فناظرة بم يرجع المرسلون ) [2]