responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 19


أخذت عن الأول ضغثا فقد أخذت عن الآخر أضغاثا ، ثم صد التابع عن استعلام حال المتبوع وحقيقته على طبق مشيئة وإرادة السياسات المتعاقبة في صياغة النظرية السياسية في الإسلام . حتى صار التابع اليوم على استعداد كاف لتقبل الجهل ، وتمرن عجيب على اتباع الهوى ، وزهد في تحقيق الأمور على وجوهها ، وبعد عن أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، تقليدا منه للأسلاف ، ومحبة ورغبة لاتباع ما ألفه الآباء والأجداد !
ثم يجب أن يعلم أن قصد أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الخطبة العظيمة ، لملم يكن إلا شكاية منه عليه السلام عما آل إليه أمر هذا الدين في عصره ، إذ يرى أغلب الناس من أبناء الدنيا قد تركوا الدخول بسفينة النجاة واعتصموا بمن لا عاصم له من الغرق ، ولو أنهم اقتدوا بربان تلك السفينة لحملهم على المحجة الواضحة كما قاله عمر ، ولو تمسكوا به لاستمسكوا بالعروة الوثقى في دينهم وأنفسهم كما قاله الرازي في تفسيره [1] لكنهم - والحديث ذو شجون - تركوا الهادي بعيد وفاة المنذر ! ! وكأنهم لم يسمعوا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا المنذر وعلي الهادي ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي [2] وقوله : اللهم أدر الحق مع علي حيث دار فتركوا الفارق بين الحق والباطل بحيث لا اشتباه عنده بينهما قط لوضوحهما لديه ، كوضوح الشمس وهي في رائعة النهار عن ظلمة الليل الحالك البهيم الأليل ، كما يدلك قوله عليه السلام : عزب رأي امرئ تخلف



[1] التفسير الكبير للرازي 1 : 205 و 207 في بحث المسائل الفقهية المستنبطة من سورة الفاتحة .
[2] نظم درر السمطين للمدني : 89 / 80 ، وكنز العمال للمتقي الهندي الحنفي 11 : 620 / 13012 . ( 3 ) التفسير الكبير 1 : 205 . والتاج الجامع للأصول ، للشيخ علي منصور ناصف 3 : 333 .

19

نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست