نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18
شبهه ، وكذلك الكذب المحض مما لا يصدق به ذو عقل إلا إذا امتزج بالصدق واستتر فيه . ومن هنا أشار الإمام علي عليه السلام إلى أنه لو خلص الباطل عن لبس الحق لم يشتبه على عاقل ، ولو تجرد الحق عن مخالطة الباطل لما وجد اختلاف ، ولم يكن للشيطان الرجيم سبيل إلى إيقاع الفتنة ، ولأذعن الكل إلى الحق بعد خلوصه من مزج الباطل إلا من غوى وعلا في الأرض واستكبر وركب رأسه عنادا وصلفا . ثم اعلم - أخي المسلم - أن أمير المؤمنين عليه السلام أشار إلى حقيقة ثابتة ، وسنة لن تجد لها تبديلا ، وهي أن الدنيا دار اشتباك بين النور والظلمة ، وامتزاج بين الحق والباطل ، وأخذ للأقوال من الأولياء والأشقياء . وهذا هو عين الواقع الذي يعيشه كثير من المسلمين ، فكم تراهم يأخذون بضغث من أقوال الأولياء الناهجين سبل الهدى ، وبضغث آخر من أقوال المضلين أرباب الهوى ، حتى إذا ما امتزج الضغثان استولى على أوليائه الشيطان . وأما من علم أن البيوت لا تؤتى إلا من أبوابها ، واقتصر على السليم دون السقيم ، فلا شك أنه سبقت له العناية بالحسنى وهو مبعد عن شراك الشيطان . ترى فهل يدرك اليوم من يدعو الناس بإخلاص إلى معرفة الحق - ويزعم أنه ساع إليه بكليته وكما يجب لاستفراغ ما في ذمته - أن المذاهب التي يفتتن بها الناس اليوم هي من خلط هذين الضغثين ، ولو محصت أكثرها لوجدتها ندا للثقل الأصغر ، ونصيرا للشيطان ، وإن
18
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 18