نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 15
وهكذا لم يلبث الدين أن اصطبغ بغير صبغته ، أو كما يقول الكاتب المصري الشافعي المعروف ( عبد الفتاح عبد المقصود ) عن أحداث السقيفة المروعة التي مني بها الإسلام والمسلمون فيما بعد : " كفاها خطورة أن غيرت اتجاه تاريخ الإسلام ، أو لونت صورته السياسية بغير ما كان ينبغي ، أو - بأرفق تعبير - بغير ما كان يظن أن تكون الصورة ، وتكون الألوان " [1] . ! وكيف لا ، وقد أخرج عن الدين ما كان من لبه ، وأدخل فيه ما ليس هو منه ، وسار الخلف على ما رسم السلف إلى اليوم ، فترى - وتلك هي المأساة الكبرى - بعض الناس يدعو باسم الدين إلى هدف ليس من أهدافه ، وأدب غير أدبه ، وحكم غير حكمه ، حتى عاد المنكر معروفا يتعصب له ، لموافقته هواهم وشهوات أنفسهم ، والمعروف منكرا ليس له حام يحميه ولا واق يقيه ، وعاد الدين غريبا كما كان ، لما نشاهده من مفتريات عليه باسمه . وهكذا كان بفضل اجتهاد من اجتهد في إبعاد الحق عن أهله أن انهدمت - عبر اختلاف الرأي بتعاقب القرون - الوحدة الدينية ، وبدت الفرقة ، ونفدت القوة ، وذهبت الشوكة ! والأنكى من كل ذلك ، أنك إذا ما أوقفت طلاب الحق والحقيقة على موطن الداء ، رجع بعضهم إلى مقولة السفهاء : ( رافضي خبيث يسب الصحابة ) وسرعان ما يبرر تلك الموبقات على أساس من الاجتهاد ، وأن لكل مجتهد أن يجتهد ولو في منع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من كتابة الكتاب