نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 14
حتى مع فرض الاكتفاء في مقام الفتوى بالاجمال الشرعي لو لم يتم العثور على دليل الحكم تفصيلا . وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أتباع أهل البيت عليهم السلام هم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية دون سائر المسلمين ، ويدل على ذلك احتفاظهم بتراث أهل البيت عليهم السلام ، ولولاهم لما وجدت من هذا التراث إلا القليل النادر الذي لا يفي - مع فرض سلامته من الدس والتزوير على أهل البيت عليهم السلام - بتغطية الاستدلال في العقائد والأحكام . ولهم على وجوب الاقتداء بأهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم عشرات الأدلة التي يشاركهم في نقلها جميع المسلمين ، وليس هنا محل تفصيلها ، ولو لم يكن منها إلا ( حديث الثقلين ) لكفى . ولكن شحة النفوس وخشونة طبعها تجرأت على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فأساءت إلى مقامه الشامخ في أهل بيته قبيل وبعيد وفاته حتى منع صلى الله عليه وآله وسلم في ساعاته الأخيرة من تأكيد وصيته بهم عليهم السلام ، فودعوه بأغلظ الألفاظ حتى قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في صحاح القوم : قوموا عني ! إنهم أدركوا القصد جيدا من : إئتوني بدواة [4] في ذلك الحين ،
[4] إشارة إلى الحديث المتواتر الذي نقلته صحاح القوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الأخير : " إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعدي ولكنهم اختلفوا ، فقال عمر إن النبي غلبه الوجع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع . صحيح البخاري 6 : 11 - 12 / باب مرض النبي ، 9 : 137 / باب كراهة الخلاف ، كتاب الاعتصام .
14
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 14