نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 92
أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم المطهرون . وقد ذكر في غاية المرام عشرة أخبار من طريقنا ، وسبعة أخبار من طريق العامة . [1] أقول : ويدل على اختصاص الصادقين في الآية الكريمة ، بالأئمة المعصومين الطيبين من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعدم إرادة مطلق الصادقين منه ، كما دلت عليه الروايات المستفيضة من الطرفين : أنه لو كان المراد بالصدق مطلق الصدق الشامل لكل مرتبة منه ، المطلوب من كل مؤمن ، وبالصادقين المعنى العام ، الشامل لكل من اتصف بالصدق في أي مرتبة كان ، لوجب أن يعبر مكان " مع " بكلمة " من " ، ضرورة أنه يجب على كل مؤمن أن يتحرز عن الكذب ، ويكون من الصادقين ، فالعدول عن كلمة " من " إلى " مع " يكشف عن أن المراد بالصدق مرتبة مخصوصة ، وبالصادقين طائفة معينة . ومن المعلوم أن هذه المرتبة مرتبة كاملة ، بحيث يستحق المتصفون بها أن يتبعهم سائر المؤمنين جميعا ، وهذه المرتبة الكاملة التي تكون بهذه المثابة ليست إلا العصمة والطهارة ، التي لم يتطرق معها كذب في القول والفعل ، إذ في الأمة من طهره الله تعالى ، وأذهب عنه الرجس ، وهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بنص آية التطهير ، واتفاق جميع المسلمين ، فلو أريد من الصادقين غير المعصومين لزم أن يكون المعصومون مأمورون بمتابعة غير المعصومين المتطرق فيهم الكذب ولو جهلا أو سهوا ، وهو قبيح عقلا ، فتعين أن يكون المراد الصادقون المطهرون ، الحائزون جميع مراتب الصدق قولا وفعلا ، ولا يصدق ذلك إلا على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وإليه يشير قول مولانا الرضا عليه السلام : " هم الأئمة الصديقون