نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 71
إلى أن يردا عليه الحوض . [1] وأما الثالث : وهو كون القرآن تاليا بمعنى التلاوة ، فلا مجال له ، لأنه بهذا المعنى متلو لا تال . وأما الرابع : وهو أن القرآن تال أي تابع فمع رجوع الضمير المنسوب إلى الموصول لا مجال له كما هو ظاهر ، ومع رجوعه إلى ( بينة ) ففاسد لفظا ومعنى . أما لفظا فقد ظهر . وأما معنى فلأن المراد بالبينة حينئذ البصيرة العقلية ، لا القرآن ، وإلا لزم أن يتحد التالي والشاهد والمشهود به ، والبصيرة العقلية ليس من قبلها كتاب موسى وإنما ثبتت القبلية بالنسبة إلى نفس المؤمنين ، لا على بصائرهم ، ولو رجع ضمير من قبله حينئذ إلى الموصول للزم التفكيك بين الضميرين ، وأن يكون التالي بالنسبة إلى شئ ، والمتقدم بالنسبة إلى شئ آخر ، وهو تعسف ركيك لا يليق به كلام البلغاء ، بل من له أدنى مرتبة في البلاغة ، فضلا عن كلام الخالق تعالى شأنه . ثم إن إرجاع الضمير المذكر إلى بينة في أغلب الصور المذكورة خلاف الظاهر ، لا يرتكب إلا مع قيام دليل عليه . ومما بيناه تبين أن الصلة الثانية كما لا تنطبق على المؤمنين من الأصحاب ، كذلك لا تنطبق على كل محق يدين بحجة وبينة ، لأن المراد من الشاهد حينئذ إما الكتاب أو النبي ، فيرد جميع ما أوردناه على التفسير الثاني ، وكيف كان فقد اتضح لك غاية الاتضاح أن المعنى بالموصول ليس إلا نبينا صلى الله عليه وآله وسلم .