نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 64
الشاهدين على نبوته ورسالته صلى الله عليه وآله وسلم من يتصف بالوصف الذي ذكره ، ولولا ذلك لم يأمر نبيه بالاحتجاج بشهادته على من أنكر رسالته صلى الله عليه وآله وسلم من الكفرة ، وهذا الشاهد لا بد أن يكون معروفا أو معرفا بتعريف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يعرف في الروايات إلا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، ولو عرف غيره لورد فيه رواية ، وعدم ورود رواية في حق غيره في مثل هذه القضية دليل قاطع على عدم احتمال غيره . وما احتمله بعض من كونه ابن سلام أو نظرائه ممن أسلم من علماء أهل الكتاب قد ظهر لك أنه تفسير بالرأي ، غفلة عن خصوصيات الآية ، مع أن اختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بهذه الموهبة الكبرى يظهر من اتفاق المسلمين على أنه أعلم أمته ، إذ بعد ما ثبت بالآية الكريمة أن بعض المؤمنين الشاهدين على رسالته صلى الله عليه وآله وسلم متصف بهذا الوصف ، فحينئذ إن قلنا بأنه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ثبت المطلوب ، وإن قيل بأنه غيره لزم أن لا يكون أعلم أمته ، أو أن يكون عالما بما فوق علم الكتاب حتى يصير أعلم من العالم بالكتاب ، وكلاهما باطل ، أما الأول فظاهر ، وأما الثاني فلأن الكتاب جامع للكل ، فليس فوق العلم به علم آخر إلا ما يختص بذاته تعالى . وإلى ما بيناه ينظر ما روي عن ابن عباس أنه قال : لا والله ما هو إلا علي بن أبي طالب ، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل ، والناسخ والمنسوخ ، والحلال والحرام ) [1] يعني أنه لم يكن في أمته من يكون عالما بجميعه إلا علي بن أبي طالب عليه السلام فلا يحتمل نزولها في شأن غيره . وأيضا يظهر من الروايات [2] أن غير أتباع أهل البيت عليه السلام من الناس