نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 49
العرب ، حتى أن العرب شكوا بهم إلى تبع فحصرهم ، وبعد أن علم بأن غرضهم درك النبي الأمي القرشي محمد صلى الله عليه وآله وسلم آمن به صلى الله عليه وآله وسلم وأسكن الأوس والخزرج معهم ، حارسين لهم ، وناصرين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبله وقت ظهوره . ومن المعلوم أن علمهم ببعث النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم وهجرته إلى هذا المكان قبل ظهوره ، الذي دعاهم إلى المهاجرة من أوطانهم المألوفة إلى هذا المكان ، وارتكابهم المشقة الشديدة من العرب ، واستفتاحهم به صلى الله عليه وآله وسلم ، ليس إلا من قبل إخبار أنبيائهم ، ووجود خبره في كتبهم ، إذ لا سبيل إلى العلم به - يومئذ إلا خبر الأنبياء وكتبهم . ومن المعلوم - حينئذ - أن هذا العلم منهم يوجب العلم بصحة نبوة نبينا صلى الله عليه وآله ويشهد بذلك - أي أن المراد من العلماء : العلماء قبل البعثة - أن سورة الشعراء كلها مكية غير قوله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ) [1] إلى آخر السورة . فإنها نزلت بالمدينة على ما ذكره الطبرسي رحمه الله في المجمع . [2] ولم يسلم أحد من علماء بني إسرائيل في مكة وإنما أسلم من أسلم منهم بعد الهجرة ، فلم يكن قبل الهجرة منهم مسلم مصدق للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى يستشهد الله عز وجل بشهادته على الكفرة من المشركين ، وأهل الكتاب . ويؤيده جعل علمهم آية لهم لا شهادتهم فإنهم لم يكونوا - يومئذ - موجودين حتى يشهدوا . وإن أريد منه العلم بصحة ولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ووجوده في زبر الأولين كما يناسبه تفسير الآية السابقة عليه ، وهي قوله تعالى : وإنه