نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 337
أفلا ترون أنه قد جرى في ذلك خوض ، حتى شد على الناس لذلك ، فقال الهيثم : فنحن نكذب عليا أو نرد قوله ، فقال أبو حنيفة : ما نكذب عليا ولا نرد قولا قاله ، ولكنك تعلم أن الناس قد غلا منهم قوم ، فقال الهيثم : يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويخطب به ، ونشفق نحن منهم ونتقيه بغلو غال أو قول قائل [1] هذا . ويظهر من الأخبار أنه بعد ما استولى الخلفاء على الخلافة ، بنى غالب الناس على كتمان مناقبه عليه السلام تمايلا معهم ، سيما خبر الغدير لكمال صراحته ، ووضوح دلالته على اختصاص الولاية والخلافة به عليه السلام . إذ بعد ما ظهر لك أن أنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ممن عرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا ممن كتموا شهادتهم في خصوص خبر الغدير في زمان سلطة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي محضره مع مناشدته عليه السلام حتى دعا عليه السلام فبرص أنس وذهب بصر الآخرين فرووا الخبر بعد ذلك ، فما ظنك بسائر الناس ، مع قلة المتقين في كل زمان ، وغلبة ميل الناس مع الأمراء والملوك ، ولكنه بحمد الله تعالى قد ظهر في خصوص خبر الغدير ، مع شدة كتمان الناس إياه ما يبلغ التواتر من طريق العامة . وقد قال في غاية المرام - بعد تسعة وثمانين حديثا من طريقهم - " أن محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ أخرج خبر غدير خم ، وطرقه من خمسة وسبعين طريقا ، وأفرد له كتابا سماه " كتاب الولاية " وهذا الرجل عامي المذهب ، وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة خبر يوم الغدير ، وأفرد له كتابا وطرقه من مائة وخمسة طرق " انتهى . [2]