نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 336
أعداءه ، ميلا مع الدنيا ، وإيثارا للعاجلة ، فمنهم : أنس بن مالك ، ناشد علي عليه السلام في رحبة القصر - أو قال في رحبة الجامع بالكوفة - : أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي عليه السلام مولاه " فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها ، وأنس بن مالك في القوم لم يقم ، فقال له : يا أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد ، فلقد حضرتها ، فقال : يا أمير المؤمنين عليه السلام كبرت ونسيت ، فقال : " اللهم إن كان كاذبا فارم بها بيضاء لا تواريها العمامة " قال طلحة بن عمر : فوالله لقد رأيت الوضح به بعد ذلك أبيض بين عينيه . وروى عثمان بن مطرف أن رجلا سأل أنس بن مالك في آخر عمره عن علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : إني آليت ألا أكتم حديثا سألت عنه في علي عليه السلام بعد يوم الرحبة : ذاك رأس المتقين يوم القيامة . سمعت والله من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم . [1] أقول : ومن الكاتمين بل الآمرين بإنكار خبر الغدير مع معرفته به أبو حنيفة أحد أئمة العامة . فقد روى شيخنا المفيد في أماليه مسندا إلى محمد بن نوفل بن عابد الصيرفي ، قال : دخل علينا أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، فذكرنا أمير المؤمنين ودار بيننا كلام في غدير خم ، فقال أبو حنيفة : قد قلت لأصحابنا لا تقروا لهم بغدير خم ، فيخصموكم ، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي ، وقال : لم لا تقرون به ، أما هو عندك يا نعمان ، قال : هو عندي ، وقد رويته ، فقال : لم لا تقرون به ، وقد حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم : أن عليا عليه السلام أنشد الله في الرحبة من سمعه ، فقال أبو حنيفة :