نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 241
إذا وقفت على ذلك فاعلم أن عزل سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر ، ونصب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لتبليغ سورة البراءة معللا بأنه لا يؤدي عني إلا أنا أو من كان مني ، وعلي مني وأنا منه ، تصريح بعدم أهلية أبي بكر ، ومن يحذو حذوه لمقام الخلافة والإمامة ، وإن المستحق لها ليس إلا أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، الذين هم منه ، وهو منهم ، لأن الخلافة عنه صلى الله عليه وآله وسلم تولية لتأدية ما هو من وظيفته وشأنه صلى الله عليه وآله وسلم ، فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : بأن الأمين جبرائيل عليه السلام هبط إلي ، وقال : ( أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، وعلي مني وأنا منه ، فلا يؤدي عني إلا علي " وعزل أبي بكر ، لأنه ليس منه تصريح بأن التأدية عنه صلى الله عليه وآله وسلم من وظائف نفسه الشريفة ، ومن كان منه ، ولا يجوز لغيره القيام بها ، فكيف يجوز حينئذ لأبي بكر وتاليه أن يباشروا الخلافة ، ويؤدوا عنه وظائف النبوة والرسالة . فإن قلت : لو كان الأمر كذلك لم يجز لأحد من الصحابة أن يبلغ ما سمعوه من الأحكام ، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بتبليغ الشاهد منهم الغائب ، وقال : رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ، كما سمعها ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، والوالد الولد . [1] قلت : تبليغ الأحكام على وجه الرواية وظيفة كل صحابي سمع منه صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي هو من وظيفته صلى الله عليه وآله وسلم ووظيفة أهل بيته عليهم السلام إنما هو التأدية عنه بمعنى التولية لأداء ما هو من وظيفته ، وتنفيذه ، والخلافة عنه ليس مجرد الرواية عنه ، وإلا لاشترك فيها جميع الصحابة ، وإنما هي تولية لأمر الدين ، وتنفيذ لما هو من وظيفته فتختص بأهل بيته .