نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 221
ليختاروا لأنفسهم مصيبين للحق ، لا مائلين عنه بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين طلبت ، فنحن منهم متقدمون فيهم ، وإن كان هذا الأمر إنما يجب لك بالمؤمنين ، فما وجب إذ كنا كارهين ، فأما ما بذلت لنا فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه ، وإن يكن حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم عليهم ، وإن كان حقا لنا لم ترض عنك فيه ببعض دون بعض . وأما قولك إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منا ومنكم فإنه قد كان من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها . قال : ثم خرج أبو بكر إلى المسجد الشريف فأقبل على الناس فعذر عليا عليه السلام بمثل ما اعتذر عنده ، ثم قام علي عليه السلام فعظم حق أبي بكر ، وذكر فضيلته وسابقته ، ثم مضى فبايعه ، فأقبل الناس على علي عليه السلام فقالوا : أصبت يا أبا الحسن ، وأحسنت ، قال : فلما تمت البيعة لأبي بكر أقام ثلاثة أيام يقيل الناس ، ويستقيلهم ، يقول : أقلتكم في بيعتي ، هل من كاره هل من مبغض ؟ فيقوم علي عليه السلام في أول الناس فيقول : والله لا نقيلك ولا نستقيلك أبدا ، قد قدمك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتوحيد ديننا ، من ذا الذي يؤخرك لتوجيه دنيانا " انتهى كلامه . وقد ذكر قبل ذلك : ثم إن عليا كرم الله وجهه أتي به إلى أبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقيل له : بايع أبا بكر ، فقال : أنا أحق بهذا الأمر منكم ، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلموا إليكم الإمارة ، فإذا احتج عليكم بمثل ما
221
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 221