نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 207
في أمته وأمر بالتمسك بهما ، وقال : " ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فهم أهل القرآن العالمون به ، الذين لا يفارقون القرآن ، ولا يفارقهم ، فتفسير الذكر في أكثر الروايات بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينافي مع تفسيره في بعضها بالقرآن ، لرجوع التفسيرين إلى معنى واحد . وبما بيناه تبين أن تفسير أهل الذكر بمطلق العلماء - كما قد يتوهم - في غير محله . وأما تفسيره بعلماء اليهود والنصارى ، كما توهموه فبطلانه في غاية الوضوح والظهور ، إذ لو أريد من الذكر مطلق الكتب السماوية لم يشملهم أهل الذكر لأن إضافة الأهل إلى الذكر إنما تصح مع العلم به ، والموافقة والمتابعة له . وأما مع العلم به والمخالفة له ، فلا يصدق على العالم به كذلك أهل الذكر قطعا ، وعلماء اليهود والنصارى خالفوا الذكر ، وإلا أسلموا ، بل لو شملهم أهل الذكر لم يشملهم الأمر بالسؤال ، ضرورة أن الأمر بالسؤال إنما هو بالنسبة إلى المأمونين منهم ، وعلماء اليهود والنصارى خالفوا الذكر ، فكيف يأمر الله عز وجل بالسؤال عنهم ؟ إذا اتضح لك ذلك فاعلم أن الآية الكريمة تدل على اختصاص الخلافة والإمامة بهم ، دون غيرهم من الأمة ، لأن التعبير عنهم بأهل الذكر ، وأمره تعالى شأنه سائر الأمة بسؤال ما لا يعلمون عنهم ، يدل على أنهم الهداة الذين نصبهم وجعلهم مرجعا للأمة في أخذ العلم واقتباسه منهم ، ومن هذا شأنه يكون خليفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وإماما للأمة لا محالة ، لأن الخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في شأن رسالته المستتبعة لافتراض الطاعة ، ووجوب البيعة معه إنما هو بقيام هداية الأمة به ، ودلالتهم إلى الحق ، وإرشادهم إلى الصواب ، وإخراجهم من ظلمات الجهل إلى نور اليقين ، ومن لم يجعله الله تعالى
207
نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 207