نام کتاب : مصباح الهداية في إثبات الولاية نویسنده : السيد علي البهبهاني جلد : 1 صفحه : 126
طاعته على الأمة كما يجب طاعة النبي عليهم . فبعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " أنت أخي ووارثي " [1] وتصريحه بأن هذه الوراثة ليست وراثة مال بل وراثة ما هو من شؤون نبوته ورسالته صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : ما ورث الأنبياء قبلي " وتبيينه بعد ذلك : أن ما تركه الأنبياء هو الكتاب والسنة لا يبقى مجال لجعل الخلافة لغيره ، لأن الخلافة والإمامة لا حقيقة لها إلا هذه الوراثة التي أثبتها لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وجعلها مختصة به فجعل الخلافة لغيره نقض صريح لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " وأنت أخي ووارثي " وتوريث للأجنبي ومنع للوارث عن إرثه . فإن قلت : كون الإمامة خلافة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث نبوته أمر معلوم ، ولذا يفترض طاعة الإمام على الأمة كما يجب طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم ، ولكن شؤون النبوة متعددة ، فمنها : العلم بالكتاب والسنة ، ومنها : افتراض الطاعة ، ومنها : العصمة والطهارة ، ومنها : نزول الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا من شؤون . والحديث الشريف يدل على ثبوت الشأن الأول لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، وأي مانع من قيام شأنه الآخر وهو افتراض الطاعة بغيره . قلت : افتراض الطاعة من الشؤون المترتبة على الشأن الأول ، ضرورة استحالة افتراض طاعة الجاهل في حد نفسه ، لأنه مع عدم ترتب هداية عليه إلقاء في الحيرة والضلالة . وأشد محذورا منه تقديم طاعته على طاعة العالم ، قال عز من قائل : ( أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ما لكم كيف تحكمون ) . [2]