responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب    جلد : 1  صفحه : 62


والجبال ، ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس ، ويأتيه قوم من محبينا ليس إليه غيرهم أولئك مصابيح في ظلمات الجور ، وهم الشفعاء وهم واردون حوضي غدا أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم وكل أهل دين يطلبون أئمتهم ، وهم يطلبوننا لا يطلبون غيرنا ، وهم قوام الأرض : وبهم ينزل الغيث .
فقالت : فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) : يا أبة إنا لله وبكت ، فقال لها :
يا بنتاه إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا ، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قتلة أهون من ميتة ، ومن كتب عليه القتل ، خرج إلى مضجعه ، ومن لم يقتل فسوف يموت ، يا فاطمة بنت محمد :
أما تحبين أن تأمري غدا بأمر فتطاعي في هذا الخلق عند الحساب ؟ أما ترضين أن يكون ابنك من حملة العرش ؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة ؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار ، يأمر النار فتطيعه يخرج منها من يشاء ؟
أما ترضين أن تنظري إلى الملائكة على أرجاء السماء وينظروا إليك وإلى ما تأمرين به ، وينظروا إلى بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق ، وأمرت النار أن تطيعه ؟
أما ترضين أن تكون الملائكة تبكي لابنك ويأسف عليه كل شئ ؟ أما ترضين أن يكون من آتاه زائرا في ضمان الله ، ويكون من آتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله الحرام واعتمر ، ولم يخل من الرحمة طرفة عين ، وإذا مات مات شهيدا ، وإن بقي لم تزل الحفظة تدعو له ما بقي ، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا . قالت : يا أبة سلمت ورضيت وتوكلت على الله ، فمسح على قلبها ومسح عينها ، وقال : إني وبعلك وأنت وابنيك في مكان تقر عيناك ويفرح

62

نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست