نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 31
الطاهرة كما أخبره الأمين جبرائيل ( عليه السلام ) ، وتقصيهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، بل سوف تذهب أبعد من هذا من سفك دمائهم وسبي ذراريهم ، لا يراعون لرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حقا ولا حرمة ، لكنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أراد أن يلقي على أمته ويعذر فيما يرتكبون من جرائم وآثام بحقهم ( سلام الله عليهم ) . فكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يحذرهم في مناسبات كثيرة وينذرهم بيوم المعاد . قال ابن عباس : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قبل موته بأيام يسيرة إلى سفر له ، ثم رجع وهو متغير ، محمر الوجه ، فخطب خطبة بليغة موجزة وعيناه تهملان دموعا قال فيها : " أيها الناس إني خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وأرومتي ، ومزاج مائي ، وثمرتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، إلا وإني أنتظرهما ، ألا وإني لا أسئلكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم به المودة في القربى ، فانظروا لا تلقوني على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم ، ألا وإنه سترد علي في القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة : راية سوداء مظلمة فتقف علي ، فأقول من أنتم ؟ فينسون ذكري ويقولون : نحن أهل التوحيد من العرب . فأقول : أنا أحمد نبي العرب والعجم . فيقولون : نحن أمتك يا أحمد ، فأقول لهم : كيف خلفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربي ؟ فيقولون : أما الكتاب فضيعناه وفرقناه ، وأما عترتك فحرصنا على أن ننبذهم عن جديد الأرض . فأولي وجهي عنهم ، فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم ، ثم ترد علي راية أشد سوادا من الأولى ، فأقول لهم : من أنتم ؟ فيقولون كالقول الأول بأنهم من أهل التوحيد ، فإذا ذكرت لهم اسمي عرفوني ، وقالوا : نحن أمتك ، فأقول لهم : كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر ؟ فيقولون : أما الأكبر فخالفناه ، وأما الأصغر فخذلناه ومزقناه كل ممزق ، فأقول لهم : إليكم عني فيصدرون ظماء عطاشا مسودة وجوههم .
31
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 31