نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 144
بغداد ( 270 ه ) ، دخل في جيش لم ير مثله ، واشتق أسواق بغداد والرأس بين يديه ، فلما صرنا بباب الطاق ، صاح قوم من درب تلك الدروب : رحم الله معاوية وزاد ! حتى علت أصوات العامة بذلك ، فتغير وجه المعتضد ، وقال : ألا تسمع يا أبا عيسى ما أعجب هذا ! وما الذي اقتضى ذكر معاوية في هذا الوقت ! والله لقد بلغ أبي إلى الموت ، وما أفلت أنا إلا بعد مشارفته ، ولقينا كل جهد وبلاء ، حتى نجينا هؤلاء الكلاب من عدوهم وحصنا حرمهم وأولادهم ، فتركوا أن يترحموا على العباس وعبد الله وابنه ومن ولد الخلفاء ، وتركوا الترحم على علي بن أبي طالب ، وحمزة والحسن والحسين ، والله لا برحت أو أوثر في تأديب هؤلاء أثرا لا يعادوه بعد هذا الفعل مثله ، ثم أمر بجمع النفاطين ليحرق الناحية ، فقلت له : أيها الأمير ، أطال الله بقاءك ، إن هذا اليوم من أشرف أيام الإسلام ، فلا تفسده بجهل عامة لأخلاق لهم ، ولم أزل أداريه وأرفق به حتى سار " [1] . يظهر من هذه الرواية أن حب أهل البيت ( عليهم السلام ) صار يجد له مكانا في قلوب البعض من بني العباس ، كما يؤيد ذلك ابن طاووس في روايته عن أبي الحسين علي بن الحسين بن الحجاج قال : كنا جلوسا في مجلس ابن عمي أبي عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج ، وفيه جماعة من أهل الكوفة من المشايخ ، وفيمن حضر العباس بن أحمد العباسي ، وكانوا قد حضروا عند ابن عمي يهنؤونه بالسلامة ، لأنه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبد الله الحسين بن علي ( عليه السلام ) في ذي الحجة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، فبيناهم قعود يتحدثون إذ حضر المجلس إسماعيل بن عيسى العباسي ، فلما نظرت الجماعة إليه ، أحجمت عما كانت فيه ، وأطال إسماعيل الجلوس ، فلما نظر إليهم قال : يا أصحابنا أعزكم الله لعلي قطعت عنكم