نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 143
الدولة العباسية أموالا طائلة في الأرواح والممتلكات ، ولم يستطيعوا القضاء عليه إلا في سنة 270 ه بقيادة الموفق ، هذا من جهة ، أما من جهة الخلفاء أنفسهم فقد كانوا ألعوبة بيد الأتراك ، يعبثون ويفسدون في مقدرات الخلافة ، وأصبحوا أصحاب الأمر والنهي ، حتى سادت الفوضى ، وعمت الاضطرابات ، وصار الخليفة لا يأمن حتى على حياته ، فمتى أرادوا التخلص منه يقتلونه بسهولة ويسر ، كما فعلوا بالمستعين والمعتز والمهتدي ، وربما يعاقب الخليفة قبل قتله كما فعلوا بالمعتز ، حيث عوقب بوضعه في الشمس فوق الرمل يرفع رجله ويضعها من شدة حرارة الرمل ، وهم يضربونه بالدبابيس . من هذه الحادثة يعرف إلى أية مرحلة من مراحل الذل والانحطاط وصلت إليه الخلافة العباسية ، فلم تتح الفرصة للخلفاء بالتعرض للقبر الشريف . أما وقت سقوط سقيفة الحائر فكان في عهد المعتمد الذي بويع له بالخلافة سنة 256 ه ، والذي كان منهمكا على اللهو واللذات ، فاشتغل عن الرعية فكرهته الناس ، وفي آخر أيامه مات أخيه الموفق ثم اختلفت عليه الرعية فقتلوه ، وقيل سم ، وقيل رمي في حلقه رصاص مذاب ، وقيل حفر له حفرة وجعل عليها ريش فمشى فسقط في الحفرة ، فمات سنة 279 ه [1] . فكان رجل الدولة الموفق وابنه المعتضد الذي تولى عرش الخلافة بعد المعتمد ، وكان المعتضد يتشيع كما نفهم من رواية ابن أبي الحديد ، عن العلاء بن صاعد بن مخلد ، حيث قال : " لما حمل رأس صاحب الزنج ودخل به المعتضد إلى
[1] أنظر : الأنباء في تاريخ الخلفاء : 137 ، البدء والتاريخ 6 : 124 ، تاريخ الخلفاء : 392 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 507 ، تاريخ مختصر الدول : 147 ، الجوهر الثمين : 159 ، المختصر في أخبار البشر 2 : 59 .
143
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 143