نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 133
السلطان ، حتى تعلو منزلته عنده . لكن يظهر من تبريراته هذه أنه كان بعد هذه العملية موضعا للاستهزاء وسخرية الناس . وبقي المتوكل يتميز غيظا وحقدا على آل المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو يتحين الفرص المناسبة لإفراغ حقده الدفين عليهم ، وفي عام 237 ه ، عندما بلغه أن أهل العراق يجتمعون لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فيصير إلى قبره خلق كثير ، فأمر أحد قواده وجهزه بقوات من جيشه لتخريب القبر وتهديم المنازل التي حوله ، لكن هذه المرة باءت محاولته بالفشل ، حيث وقف الناس ضده ، وتعاهدوا على مقاومة المعتدين على القبر الشريف ، وعندما رأى أن الأمور لا تسير في صالحه أمر قواته بالانسحاب إلى الكوفة . وقد روى الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن القاسم بن أحمد بن معمر الأسدي الكوفي - وكان له علم بالسير وأيام الناس - قال : " بلغ المتوكل أن أهل السواد يجتمعون بأرض نينوى لزيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) فيصير إلى قبره منهم جماعة كثيرة ، وخلق عظيم ، فأنفذ قائدا من قواده ، وضم إليه كنفا من الجند كثيرا ليشعث من قبره ( عليه السلام ) ، ويمنع الناس من زيارته والاجتماع عنده . فخرج القائد إلى الطف ، وعمل ما أمر به ، وذلك في سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فثار أهل السواد ، واجتمعوا عليه ، وقالوا : لو قتلنا عن آخرنا لما أمسك منا لزيارته ، والاجتماع عنده ، ورأوا من الدلائل ما حملهم على ما صنعوا ، فكتب بالأمر إلى الحضرة ، فورد كتاب المتوكل إلى القائد بالكف عنهم ، والسير إلى الكوفة مظهرا أن مسيره إليها في مصالح أهلها والانكفاء إلى المصر " [1] . يظهر من هذه الرواية أن هدم القبر لم يكن بالقدر الكبير ، لما رأوا من