نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 134
المعارضة الشديدة التي أبداها أهل السواد ضدهم ، كما نستخلص منها أيضا بأن القبر قد أعيد بناؤه بعد هدمه في سنة 237 ، ويظهر أيضا أن الناس الغيارى من شيعة آل البيت هم الذين أعادوا بناء القبر في تلك الفترة القصيرة . لقد أصاب المتوكل الذهول ، وهو يرى المشهد المقدس يزداد شموخا سنة بعد أخرى ، كما أن عوامل الارهاب والخوف التي ابتدعها ضد زوار الحسين ( عليه السلام ) لم تجد نفعا ، حتى صار مثلا لاستهجان وسخرية المسلمين " وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد " [1] . كما هجته الشعراء بقصائد لاذعة ، ( كما لتشنيعات زيد المجنون على المتوكل ، وأعماله المفضوحة أثرها الفعال في نفس طاغية بني العباس ، فارتدع مدة من الزمن من التعرض للقبر المطهر ) [2] . بقي القبر الشريف محفوظا من انتهاكات المتوكل مدة عشر سنين ، حتى فاض حقده الدفين على العلويين مرة أخرى ، يغرونه ندماء السوء بالفتك بآل علي ( عليه السلام ) ، فيذكر ابن الأثير " إنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي ، فيهم : علي بن الجهم الشاعر الشامي ، من بني شامه بن لؤي ، وعمر بن فرخ الرخجي ، وأبو الشمط من ولد مروان بن حفصة ، ومن موالي بني أمية ، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه . وكان يخوفونه من العلويين ، ويشيرون عليه بإبعادهم ، والإعراض عنهم ، والإساءة إليهم ، ثم حسنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين ، ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان ، فغطت هذه السيئة جميع
[1] أخبار الدول للقرماني في حوادث سنة 237 . [2] تاريخ كربلاء : 210 .
134
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 134