نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 12
على ضفاف نهر ( بالاكوباس ) - الفرات القديم - وعلى أرضها كان معبد للعبادة والصلاة ، وقد كثرت حولها المقابر ، كما عثر على جثث الموتى داخل أواني خزفية يعود تاريخها إلى ما قبل العهد المسيحي . أما الأقوام الذين سكنوها فكانوا يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها ، وقد أخذت كربلاء تزدهر شيئا فشيئا لا سيما على عهد الكلدانيين والتنوخيين واللخميين والمناذرة يوم كانت الحيرة عاصمة لهم [1] . ويرى فريق آخر من المؤرخين : إن لفظة كربلاء ، مركبة من كلمتين آشوريتين هما : ( كرب ) و ( إبلا ) ومعناهما ( حرم الله ) ، وذهب آخرون إلى أن الكلمة فارسية المصدر ، فهم يرون أنها مركبة من كلمتين هما : ( كار ) و ( بالا ) [2] ومعناهما العمل الأعلى أي العمل السماوي ، أو بعبارة أخرى محل للعبادة والصلاة . وأما صاحب دبستان المذاهب فيرى : إن كربلاء كانت في الزمن السالف تحوي بيوت نيران ومعابد المجوس ويطلق عليها بلغتهم " مه يار سور علم " أي المكان المقدس [3] . لكن أصحاب اللغة ومنهم ياقوت الحموي يرون رد كربلاء إلى أصول عربية وذلك من نحت الكلمة وتحليلها اللغوي . فكربلاء : بالمد ، الكربلة : وهي رخاوة في القدمين ، يقال : جاء يمشي مكربلا ، فيجوز على هذا أن تكون أرض هذا الموضع " رخوة " فسميت بذلك . ويقال : كربلت الحنطة إذ هديتها ونقيتها ، وينشد في صفة الحنطة :